إشباع الحاجة للحب
شرط أساسي
لصحة الفرد النفسية
ان الحاجة للحب في المراهقة تعتبر شيئا اساسيا بالنسبة لصحةالمراهق النفسية فهي السبيل الى ان يشعر بالتقدير والتقبل الاجتماعي له، ولكي يكون شعوره بهذا شعورا صحيحا، يجب ان يعترف له بهذا الحب، ويجب ان يتأكد له ذلك في كلمجال من المجالات التي يتحرك فيها.
فالحب يجب ان يترجم الى اعمال وعبارات يتأكد منها المراهق انه فعلا موضع تقدير، واحساس الاخرين بوجوده.
ان الطفل عندما يكبر و ينمو ويدخل في مرحلة المراهقة،
تنشأ لديه حاجة الى الاستقلال بنفسه.
لذلك نلاحظ ان علاقاته تتسع الى خارج المنزل والاسرة.
ويبدأ بتكوين علاقات جديدة مع اقرانه واترابه،
وتكون هذه الصداقات من القوة لدرجة انها تؤثر تأثيرا كبيرا في نفسيةالمراهق وتجعله متعلقا بها وشديد الحرص عليها.
وكثيرا ما نجد احد المراهقين مهموما بائسا،
لفشله في الحصول على تقبل زملائه له او لاختلافه معهم.
من هنا ندرك ان المراهق
هو دائما في حاجة كبيرة الى الشعور بحب
اقرانه واترابه من رفاق اللعب اوالمدرسة.
اي هو يود ان يشعر من وقت لاخر بحب الاخرين له والمراهق في هذه المرحلة يتعلق في هذه المرحلة عادة باساتذته ووالديه وغيرهم، ممن يكبرونه في السن والمركزالاجتماعي، ويحرص تمام الحرص على الحصول على حب هؤلاء جميعا.
ونستطيع ان نؤيد ونؤكد صحة هذه الظاهرة
من خلال الحادثة التي تحدثت عنها الصحف منذ فترة عن التلميذة التي انتحرت لان مديرة المدرسة قالت لها: يا حرامية!
فهذا التصرف من قبل المديرة يدل على انها لم تكن تحب التلميذة ،
وتصرف هذه الاخيرة
يؤكد مدى ما يعلقه المراهق من اهمية على اكتساب حب الاخرين له ،
ومدى ما يتركه احساسه بانهم يكرهونه او بانهم لا يحبونه ،
من اثر عميق قد يدفع بهم الى الانتحار،
تماما كما حصل لتلك التلميذة المسكينة
واذا نجح المراهق في الحصول على حب اقرانه وابطاله ومن هم مثل اعلى له ، فان ذلك يكون حتما سبيلا لان يحب الاخرين ويحب نفسه ،
لانه يشعر بانه حصل على الحب ويجدر به ان يحتفظ به ويحافظ عليه.
وهكذا يستطيع ان يندمج مع افراد الشلة
وان ينشئ علاقات بينه وبين الكبار،
وبذلك تتهيأ له الفرصة لان يهب نفسه لهم ،
ويشعر بانه قادر على ان يحبهم بما يبذله نحوهم وفي سبيلهم.
(وهنا يجب الا نغفل دور اصحاب السوء والقيمالفاسدة والهدامة التي يتبناها البعض ويقومون بتسويقها بجيل المراهقين فنلاحظ مثلاان الفئة الضالة من الارهابيين هم من صغار السن وهنا يكون الدور المهم للاهلوالاساتذة بسد هذا الاحتياج كي لا يسغله ضعاف النفوس).
وعلى عكس ما تقدم
اذا لم يكن المراهق قادرا على حب نفسه والرضا عنها.
فانه يشك هو شخصيا في نفسه، ويشعر ايضا بالشك في حب الاخرين له.
ذلك لان الشخص الذي لا يقدر على حب نفسه يصبح عرضة لان يتخبط في مطامعه واهدافه.
وينتج عن ذلك امور مؤسفة من اهمها
شعوره بالفشل،
وشعورهبالعجز عن اكتساب احترام الاخرين وتقديرهم ومحبتهم
و سيوصله هذا الشعور بالفشل والعجز
الى
اساليب شتى من الشذوذ النفسي والسلوك المنحرف
وهكذا نرى ان
اشباع الحاجة الى الحب شرط اساسي لصحة الفرد النفسية، وسبيل مهم الى توازنه وتوافقه وسواء شخصيته واذا كان الامر كذلك، فلا بد من ان نحرص كل الحرص على ضرورة اشباع هذه الحاجة، حتى ينشأ المراهقون، بدءا من مراحل مراهقتهم الاولى وحتى يشتد ساعدهم ويصلب عودهم ، اشخاصا اصحاء في نفوسهم اسوياء في شخصياتهم وسلوكهم.
منقول للفائدة.